في مداخلة ضمن برنامج أراء وأحداث على قناة
الثقلين الفضائية التي تبث من إسطنبول, حول الحشد الإسرائيلي على الحدود مع لبنان,
اكد المحلل السياسي والمتخصص في الشؤون الدولية حسام مطر أن إسرائيل بعد حربها
الفاشلة عام 2006 لم تعد تملك قرار الحرب بمفردها بل بحاجة لموافقة وجهوزية
أميركية واضحة وصريحة. وأضاف أن الحشود المتبادلة تعكس حجم التوتر الذي يسود
المنطقة في لحظة يغلب عليها عدم اليقين والإضطراب, لذا تتحسب كل الاطراف للسيناريو
الأسوأ.
وأضاف مطر بأن إحتمال الحرب لا زال ضئيلاً,
إذ أنه رغم ما يجري في سوريا, لا زال توازن الرعب والقوة يحكم قرار الحرب, فرغم
الضعف في الجبهة السورية إلا ان القدرات الصاروخية الإستراتيجية السورية لا زالت فاعلة,
والمقاومة في لبنان تمكنت من التكيف مع الوضع السوري وإمتصت الصدمة كما برز على لسان
الأمين العام لحزب الله في خطابه الأخير " بأننا جاهزون ولدينا كل ما نحتاجه للحرب
بمعزل عن الوضع في سوريا". والأبرز في ردع قرار الحرب الإسرائيلية في هذه
اللحظة هو تصريح سماحة السيد الخامنئي الأسبوع الماضي عن قدرة وجهوزية إيران لمحو
تل ابيب وحيفا عن التراب, وهي رسالة وصلت الى حيث يجب.
إلا ان الأستاذ مطر أشار الى أن الحرب ليست دائما نتيجة
لحسابات منطقية بل أحيانا ً تقع بفعل الحسابات الخاطئة أو ارتفاع مستوى القلق لدى
الطرفين فيبادر اليها طرف ما لإعتقاده بأن الاخر يستعد لها , فيبادر ليكسب ميزة
المباغتة والضربة الأولى. كما قد نشهد إحتكاكات محدودة من باب إيصال رسائل للطرف
المقابل او اختبار نواياه وجهوزيته. بالمحصلة إن اي محاولة لمهاجمة حزب الله على
اكثر من جبهة سيؤدي لحرب إقليمية وهي حرب ليست واشنطن في وارد تأجيجها في هذه
اللحظة, بل تسعى واشنطن فقط لتقييد حلفاء سوريا قدر المستطاع لكسب الوقت للإضرار
أكثر بالنظام في سوريا, ختم مطر.