من أنا

صورتي
باحث وكاتب لبناني في العلاقات الدولية والدراسات السياسية.حائز على إجازتي حقوق وعلوم سياسية من الجامعة اللبنانية ودبلومي قانون عام وعلاقات دولية, وماستر علاقات دولية ودراسات أوروبية.حاصل على منحة تفوق من الجامعة اللبنانية لنيل شهادة الدكتوراه. حالياً يتابع دراسة الدكتوراه في العلاقات الدولية في جامعة براغ الدولية.

نقاش "حوار هادىء" لفواز طرابلسي

حسام مطر, موقع الإنتقاد, 25\7\2012

فواز طرابلسيكتب الأستاذ فواز طرابلسي مقالاً اليوم في صحيفة "السفير" تحت عنوان "حوار هادئ في ذكرى حرب تموز" سعى فيه الى التعليق والرد على خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الذكرى السنوية السادسة للنصر الإلهي. لم يشذ ما أورده الاستاذ طرابلسي عما يرد في الفترة الاخيرة من مقالات وكتابات وتصريحات تدين موقف المقاومة من الأزمة السورية، لذا يكتسب الرد على ما ورد في هذه المقالة أهمية أنه سيشمل ضمناً كل تلك المواقف. وسنجمل النقاش والرد بجملة نقاط متسلسلة بحسب سياق الأفكار في مقالة الأستاذ طرابلسي على ان يكون التعليق مباشراً قدر الإمكان:

1
ـ حاول الكاتب تمييع ما أعلنه السيد نصر الله عن "خديعة الصواريخ"، وتساءل عن الهدف من سردها وعن علاقتها بالموضوع السوري. السيد نصر الله برأيي لم يربط الأمر بالموضوع السوري بل كان واضحاً جداً، لو لم يتجاهل الأستاذ طرابلسي ذلك، أن هدف إعلان الخديعة هو القول للإسرائيلي انه في أي ضربة اولى مباغتة تخطط لها مستقبلاً ستكون المقاومة حاضرة للرد المفاجئ كما فعلت في تموز 2006، وهذا الإعلان يعني خلط كثير من الاوراق والخطط العسكرية الإسرائيلية ويشكل عنصر ردع إضافيا، إلا ان السيد طرابلسي تجاهل كل ذلك، فقط من باب التشويش.
2
ـ من قال إن الدعم السوري للمقاومة هو "لوجه الله"؟ بالطبع هذا الدعم بالإساس مرتبط بالمصالح القومية السورية وحساباتها الإستراتيجية في مواجهتها مع الكيان الإسرائيلي، فهل يعني ذلك أن سوريا لم تكن صاحبة فضل، أو أن دورها لم يكن جوهرياً في تغيير ميزان القوى الإقليمي بوجه الحلف الأميركي؟!!!

3
ـ نعم الصواريخ السورية هي فضل من سوريا شعباً ونظاماً وهذا صحيح، ولكن هل نفى السيد نصر الله ذلك؟ أليس للنظام شرائح شعبية واسعة تدعمه؟ وحتى الشرائح المعارضة هل اتخذ الحزب منها موقفاً معادياً؟ ألم يؤيد الحزب مطلب الإصلاح الشامل والحوار ودعا النظام الى عدم استعمال العنف في وجه الحالة الشعبية، ولكن ما عطل ذلك ليس النظام وحده بل القوى الدولية والإقليمية التي سلحت المعارضة "لوجه الله" ودفعتها الى مواجهة دموية رغم تجاوب النظام مع المبادرات الخارجية، وتقرير المراقبين العرب خير شاهد.

4
ـ إن قول السيد نصر الله ان الهدف هو تفكيك الجيش السوري لا ينفي ان يكون النظام ارتكب اخطاءً في هذا المجال، ولكن السيد يستند الى دراسات وأقوال الإسرائيليين والاميركيين لا سيما منذ حرب 2006 عن القوة العسكرية السورية ودورها الجوهري في حسابات المعركة المقبلة. كما ان النظام قد يكون ارتكب أخطاءً في استعمال العنف، ولكن الجيش السوري لا يقاتل الملائكة بل عشرات الالاف من المرتزقة والاجانب والتكفيريين على أرضه الذين لم يرهم السيد طرابلسي حتى الآن.

5
ـ مجدداً إن قول السيد نصر الله إن القوى الخارجية تمنع عملية الإصلاح لا يعني أن النظام بريء تماماً في تأخير هذه العملية، ولكن السيد نصر الله يصف امراً جلياً وهو أن القوى الخارجية غير معنية بتاتاً بالعملية السياسية، فهل عندكم شك بذلك؟ نعم يوجه السيد نصر الله أغلب نقده للطرف المقابل من باب إظهار الوجه الثاني للواقع وهو الوجه الذي يجهد لتغطيته سيل من وسائل الاعلام والكتبة ومليارات النفط العربي.

6
ـ مجدداً تجاهل الكاتب الوقائع، فالحزب ومن معه لا يؤيد فقط حركة الاحتجاج السلمي في البحرين بل في مصر وتونس وليبيا والسعودية، إلا أن الكاتب تجاهل كل مواقف الحزب حول هذه الدول ليرمي عليه تهمة المذهبية. لم يلتفت الكاتب الى أن موقف الحزب من الأحداث في البحرين لم يرقَ الى القول بإسقاط النظام البحريني بل ان الحزب يخاطب المعارضة البحرينية بما يشابه الى حد بعيد خطابه للمعارضة السورية، أي يدعو الى حوار وطني وإصلاحات في النظام البحريني تضمن المساواة والمشاركة السياسية، فأين المذهبية؟ مع العلم أن في البحرين معارضة سلمية بالكامل وفي سوريا معارضة هجينة يغلب عليها المسلحون والتكفيريون المرتزقة.

7
ـ إنّ ترحّم السيد نصر الله على القادة الأربعة كان في سياق حدث استبق مناسبة ظهور السيد بساعات، ولكن ذلك لا ينبغي أن يحجب التصريحات السابقة للحزب عن أسفه وشجبه لأي قطرة دم سورية تسقط. ولكن لم يكرر السيد نصر الله ذلك لـ"عدم خبرته بالمتاجرة بدماء الأبرياء". ثم بالمناسبة لم نعرف من أين حصل الكاتب على رقم "مئات الالاف"، وليس ذلك من باب الاستهانة بالدم ولكن من باب كشف النوايا. ثم لم يخبرنا الكاتب عن رأيه وموقفه من دماء الاف القتلى السوريين الأبرياء الذين سقطوا على يد المعارضة ذبحاً وتفجيراً وإعدامات ميدانية ورمياً من الشرفات!!!

8
ـ في نقد الأستاذ لسياسة الحزب الداخلية نقطة تحتمل النقاش، فربما كان من الأوجب برأيي على الحزب أن يحتذي بجبهة المقاومة الوطنية وأن يشن حرباً داخلية على عملاء اميركا و"إسرائيل" والطائفيين الفاسدين كما فعلت "جمّول" مع اليمين اللبناني، لربما هي الطريق الأمثل نحو الإصلاح في لبنان.

9
ـ ليست سياسة الحزب تجاه سورية منزهة او مثالية، بل متداخلة ومعقدة كما هي الأزمة السورية، ولكن الحزب يقاربها من ناحية اولوية مواجهة قوى استعمارية مندفعة نحو المنطقة، فيما الآخرون يستترون بمقاربة أفلاطونية ـ مثالية أسهمت سابقاً في تحقيقهم نجاحات سياسية باهرة ووقف المشروع الغربي في المنطقة، لربما وجب القول: "المثالية المجردة أفيون الشعوب!!!!". اما بالنسبة للممانعة والمؤامرة، ربما غاب عن ذهن الأستاذ طرابلسي أن الممانعة تمكنت من المؤامرة في مرات عدة، وهل من مؤامرة أكبر من احتلال الأوطان وذلك التحرير شاهد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق