من أنا

صورتي
باحث وكاتب لبناني في العلاقات الدولية والدراسات السياسية.حائز على إجازتي حقوق وعلوم سياسية من الجامعة اللبنانية ودبلومي قانون عام وعلاقات دولية, وماستر علاقات دولية ودراسات أوروبية.حاصل على منحة تفوق من الجامعة اللبنانية لنيل شهادة الدكتوراه. حالياً يتابع دراسة الدكتوراه في العلاقات الدولية في جامعة براغ الدولية.

رأي لمجلة دبي الثقافية: الإعلام بعد ثورتي مصر وتونس

بناء لطلب الصحافية الصديقة رنة جوني برأي عن وسائل الاعلام العربي بعد الأحداث العربية الأخيرة , أرسلت بضع فقرات في هذا الشان لتكون من ضمن تحقيق خاص بالموضوع, وأدناه أشير الى النص الآساسي, والى ما ورد منه في المقال المنشور في مجلة "دبي الثقافية" أيلول 2012.

النص الأساسي والكامل لمساهتمي:

كانت الثورات في مصر وتونس بوجه أنظمة إستبدادية بكل ملحقاتها ومن ضمنها الجهاز الإعلامي الذي إنحصرت مهمته في الدعاية السياسية للنظام الحاكم, وهو ما قاد الشعوب العربية بعيداً نحو وسائل إعلام أكثر تحرراً وتعبيراً عن معاناتها وتطلعاتها سواء عبر الفضائيات او العالم المجازي ( الإنترنت). منذ سقوط نظامي مبارك وبن علي دخل البلدان في " مرحلة إنتقالية" وهي مرحلة يُرجح أن تطول وتمتاز بالفوضى والإضطراب والإنفلات والإنفعالات, وهذا ما يٌرجح ان تكون عليه حال الإعلام طوال هذه المرحلة. 

في الحالة المصرية مثلاً, يمكن ملاحظة التالي , نمو ملحوظ للنشاط الإعلامي في الفضاء الإفتراضي, تضخم في عدد الفضائيات, بروز الإعلام الحزبي, إنتشار ظاهرة الفضائيات الدينية, تراجع الإعلام الرسمي, توسع ملحوظ في الإعلام السياسي- الإجتماعي. لا شك ان هامش الحرية الإعلامية قد إتسع بشكل هائل , هناك إنتقادات قاسية وعلنية لرأس السلطة وللقوى الحاكمة, وقدرة أعلى على ممارسة دور رقابي تجاه الإجهزة التنفيذية , إلا أن ذلك يلامس احياناً حدود " الفوضى". ولكن هذا الهامش الواسع من الحرية لا شك انه سيعود نحو التقلص مجدداً مع تراجع العمل الثوري ومحاولة القوى الثورية  إحكام قبضتها على السلطة . وهذا ما برز مؤخراً من خلال محاولات  جماعة الإخوان المسلمين إحكام السيطرة على الإعلام من خلال وزارة الاعلام ومجلس شورى رؤساء التحرير وضخ الاموال في الإعلام الخاص, وهذا جزء مما يسميه الكاتب المصري علاء الأسواني "ماكينة الإستبداد".

صورة عن المقال المذكور "كتاب لبنانيون يدعون الى تكريس وعي إعلامي جديد".

بالطبع لن يكون ممكناً  تقييد الإعلام كما في الحقبة السابقة, ولكنه سيواجه تحديات عدة , اهمها التنظيم بشرط حفظ  الحرية الضرورية والكافية لدور الإعلام, إخراج الإعلام من الرقابة السياسية نحو رقابة قضائية ومهنية مستقلة, تكريس وعي إعلامي جديد لتأدية دور شريك في عملية التنمية الوطنية الشاملة, تمكين الفئات المهمشة من التعبير وإطلاق صوتها, إيجاد هيكلية معاصرة لإدارة المجال الإعلامي, بالإضافة الى القدرة على إيجاد التوازن بين الدور الوطني والقومي للإعلام المصري, لا سيما ان هذا الإعلام لا زال ضعيفاً على المستوى العربي في المجال السياسي بالتحديد. تخوض المجمتعات العربية حالياً مرحلة " تعلم وتكيف" من ومع الأوضاع الطارئة وليس الإعلام معفياً من هذه المهمة أي التعلم والتكيف بما يناسب حاجات مجتمعاته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق