من أنا

صورتي
باحث وكاتب لبناني في العلاقات الدولية والدراسات السياسية.حائز على إجازتي حقوق وعلوم سياسية من الجامعة اللبنانية ودبلومي قانون عام وعلاقات دولية, وماستر علاقات دولية ودراسات أوروبية.حاصل على منحة تفوق من الجامعة اللبنانية لنيل شهادة الدكتوراه. حالياً يتابع دراسة الدكتوراه في العلاقات الدولية في جامعة براغ الدولية.

تعليق سياسي 1: أميركا تحتاج الى أكثر من مجرد تغيير الخطاب مع إيران



 
منذ فوز اوباما في ولايته الثانية تتكرر دعوات خبراء وساسة أميركيين بضرروة تقديم واشنطن عرض صفقة مغرية الى إيران بشأن برنامجها النووي. وفلسفة هذا العرض هي إما لإغواء طهران, إما محاولة إحداث ثغرة في جدار الأزمة, إما لإستكشاف نوايا طهران الحقيقية, وإما كمبادرة أخيرة قبل العمل العسكري. بالطبع هكذا صفقة لن تقتصر على الشأن الإيراني بل ستكون بمثابة سلة متكاملة لأهم القضايا الشائكة من سوريا والعراق ولبنان. توقع الكثيرون أن إختيار جون كيري لوزارة الخارجية يشير الى رغبة واشنطن بتنفيس الإحتقان في المنطقة الذي لامس خطوطاً حمراء عدة لا سيما من جهة الأزمة السورية. 
لذا بادر كيري الى إعلان إستعداد بلاده لمفاوضات مباشرة مع إيران, وهو ليس بالعرض الجديد ابدا, إلا ان توقيته بمثابة رسالة جس نبض الى الإيرانيين ورسالة "تضليل" للرأي العام. ترافقت رسالة كيري مع تشديد العقوبات الإقتصادية على إيران كجزء من سياسة العصا والجزرة التقليدية الأميركية. إلا ان طهران بدورها أعادت التأكيد على ان الحوار المباشر مرهون بإجراءات حسن نية من واشنطن وإقرار بالندية والإحترام تجاه إيران أي الإقرار بدور إيران في المنطقة ومصالحها المشروعة. وعليه كان  رد الإمام السيد علي الخامنئي اليوم على الاقتراح الاميركي حول المفاوضات المباشرة ، بأنه لا معنى لمفاوضات تقترن بتهديدات وضغوط وسوء نوايا، معتبراً أن أميركا تحاول استخدام ايران عبر جرها للمفاوضات كورقة رابحة لتعويض هزائهمها السياسية في المنطقة.
تبدو التسوية أكثر إلحاحاً للجميع, ولكن لا يكفي ان تستعمل واشنطن خطاباً ناعماً لتحقيق تقارب مع طهران, بل العبرة في السياسات. هنا لا يسعني إلا ان أتذكر ما كتبه خبير أميركي في صحيفة الفورين أفيرز متوجهاً الى الإدارة الأميركية بخصوص سياستها تجاه إيران قائلاً: "إن سياسة العصا والجزرة لا تنفع إلا مع الحمير وليس مع أمة هي أعرق من الولايات المتحدة بعشرات الأضعاف وتبحث على المجد والكبرياء والكرامة".
حسام مطر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق